مدونة تقليبات الثقافية

مدونة عربية ثقافية و معلوماتية

جميع الحقوق محفوظة لمدونة تقليبات . يتم التشغيل بواسطة Blogger.

 حُمَّى الفشل البرمجي ـ مرض أم عرض ؟

حُمَّى الفشل البرمجي ـ مرض أم عرض ؟


الطموح يساوي مقلوب العمر عند الفاشلين، فكلما تقدم بهم السن نقصت وثيرة طموحهم، وتغيرت نظرتهم إلى الأشياء، فرأوا في السعي شرا وقرفا، ورأوا في الحلم هذرا وترفا، وانكمشوا صاغرين، ساخطين على واقع يزعمون زيفا أنهم راضون به، وإن بذلوا جهدا فإنما يكون لطمر آخر ذرات الطموح لديهم، لينتقلوا بعدها إلى تعميم الفشل والتثبيط بين صفوف أهليهم وأقاربهم، فتجد الفاشل وهو مراهق يهرب إلى المخدرات ويجر زملاءه معه تحت ذريعة أنه يحمل على عاتقه مشاكل تنوء بحملها الجبال، وتجده وهو طالب لا يراجع دروسه ولا يهتم بها تحت ذريعة أن المنهج الدراسي معقد والمقرر صعب، وتجده وهو زوج يعاتب زوجته ويوسعها شتما وهو لا يقوم بعشر مسؤوليته إزاءها، وتجده وهو أب يوبخ أبناءه توبيخا على أتفه الأسباب، وقد يصل به الأمر إلى أن يحول بينهم وبين إتمام دراستهم تحت ذريعة أن الواقع صعب والحياة مريرة ويحتاج إلى من يعينيه ويشد أزره.

الفاشل هو مخلوق لا يؤدي واجبه ويحاول أن يخبىء نقصه خلف الصراخ والصياح، ولا أدل على ذلك مما قالته العرب قديما: ابدأهم بالصراخ يفروا !

حُمَّى الفشل البرمجي


أما في البرمجة فالفاشل يتزيى لبوسا أكاديميا، فتارة يسخر من مبرمجي الدوت نيت ليس لأنه ذو باع طويل فيه، ولكن لأنه عاجز عن خوص غماره، وتارة يضحك ملء فيه عن تطبيقات الهواتف الذكية ليس لأنه يستسهلها، ولكن لأنه لا يملك الجهد والطاقة الكافيين لاقتحامها، وتارة أخرى يعترض على ترتيب أقوى لغات البرمجة عالميا ليس لأنه جربها كلها، ولكن لأنه لا يجد لغته ضمن اللغات الأوائل.
المبرمج الفاشل هو إنسان لم يفهم بعد معنى المتغيرات والثوابت، ولا معنى البنيات الشرطية والتكرارية، ثم يسأل عن جدوى البرمجة الكائنية التوجه وعن الغاية من استخدام التحليل قبل البرمجة.
إذا وجدت في نفسك ما يقارب هذه الأوصاف ويدانيها، فاستعذ بالله لأنك ممسوس بحمى الفشل البرمجي، وليكن علاجك ما يلي:


تعلم أكثر مما تتكلم، لا تنتقص ما تجهل، واكب المستجدات، جدد نيتك دائما وأخلص في مشوارك البرمجي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق